أكد باحثون من جامعة هارفارد ومعهد ماساشوسيتس إن الأمثال التي تتحدث عن الشباب والجمال مثل "كن جميلاً ترى الكون جميلاً"، و"شبابك وجمالك يتحددان بقدر ما تشعر به" وغيرهما، لا تخلو من حقائق علمية.
وقامت إلين لانجر، عالمة النفس في جامعة هارفارد، واثنان من زملائها بدراسة تأثيرات ما يعترك داخل عقل الإنسان من أفكار على جسمه ، وبحثت انعكاس طريقة تفكير الإنسان في مستوى شبابه وجماله على ماهيتهما الحقيقية في الواقع. واستعرضت لانجر عدداً من نتائج دراسات سابقة تدعم نظريتها القائمة على تأكيد تأثير العقل وطرق التفكير على حياة كل شخص.
أخذت لانجر في إحدى دراساتها صور 47 امرأة وأخضعت كل واحدة منهن لعملية صبغ الشعر وقصه قصات قصيرة. ثم جمعت مجموعةً من المتطوعين المحايدين للنظر إلى صورهن قبل اتخاذ المظهر الجديد ثم بعده ، فوجدت أن النساء اللاتي كُن يعتقدن أن مظهرهن الجديد جعلهن أكثر جمالاً ظهرن فعلاً أجمل وأصغر للملاحظين الذين لم يروا غير وجوههن. كما سجلت لانجر وزميلاها انخفاضاً في ضغط الدم لدى النساء اللواتي اعتقدن أنهن ظهرن أجمل وأصغر.
كما أن بحوث أخرى مماثلة توصلت إلى أن تصور الشخص لذاته من حيث السن أو الجمال والوسامة يؤثر على صحته.
وتخلُص الدكتورة لانجر بعد مقارنتها للعديد من نتائج هذه البحوث والدراسات إلى صحة فرضية تأثير طريقة التفكير حول الذات على ماهيتها الحقيقية في الواقع سلباً أو إيجاباً. فكلما كان عقل الشخص شاباً وجميلاً ، كان جسمه ومظهره شاباً وجميلاً أيضاً. وأفادت لانجر وزميليها أن إدراك مثل هذه الأفكار وتأثيرها الإيجابي على الصحة سيجعل الأشخاص يُحَسنون طريقة التفكير حول أنفسهم ويتقبلون أشكالهم ويقدرونها أكثر، بل ويحبون مظهرهم ، ويحافظون بالتالي على جمالهم وشبابهم طيلة حياتهم