تجري الاستعدادات على قدم وساق لتطبيق اختراع جديد خاص بأول فرن يعمل بالحفاظات المستعملة في أوروبا يُبنى لحساب مؤسسة ليبيناو، وهي مؤسسة تهتم بالمشاريع الإنتاجية الصديقة للبيئة، التي
تقوم بتشغيل مصحات في أقصى جنوب غرب ألمانيا. وتشعر الممرضات والقائمون على رعاية المرضى في تلك المصحات الخاصة بالمعوقين وكبار السن بالفخر من أن كل حفاضة مستعملة يمكن أن توفر طاقة.
ويقول ماركو ناورتس كبير الفنيين والمشرف على حجرة الفرن بالمقر الرئيس للمؤسسة في ميكلينبورن القريبة من بحيرة كونستانس الألمانية: "عندما يبدأ هذا الفرن بالعمل فإننا لن نكون بحاجة لأي غاز أو بترول في المبنى". ويستهلك الفرن (المصنع) الذي يعلو لارتفاع 11 مترا 8 ملايين حفاضة سنويا. ويستطيع هذا المصنع وبصورة مستمرة إزالة مخلفات 12 ألف مريض ممن فقدوا القدرة على التحكم في عملية الإخراج وليس ثمة مخاطر من توقف الإمدادات، كما يقول القائمون على هذا المشروع.
و يتم جمع الحفاضات المستعملة في حقائب بلاستيك تصل في شاحنات للقمامة محكمة الإغلاق. يقول ناورتس "لن تشم رائحة أي شئ هنا " شارحا عملية حرق " الوقود"، حيث تقوم مراوح ضخمة بإبعاد أية روائح. ويقول مهندسون إن متوسط نسبة البلل تبلغ 58 في المئة ويمكنها أن تطلق كم من الطاقة يعادل ما ينتجه خشب الشجر الرطب. وعند درجة حرارة 910 درجة فإنها تحترق في ثوان معدودات. وتستخدم المؤسسة الطاقة في تسخين المياه وفي عمليات غسيل المفروشات وعمليات التدفئة.
وبحسب تقديرات ناورتس فان التكلفة الإجمالية للمصنع - مستودع "الوقود" والأنابيب الجديدة - تصل إلي 3 ملايين يورو. والأجمل من كل ذلك أن ليبناو تتوقع أن تحقق أرباحا من وراء الحفاضات، حيث تتقاضي رسوما من الشركات القائمة على إدارة المصحات للتخلص من الفضلات. وهذه الرسوم أقل من تلك التي تتقاضاها المكبات أو الشركات التجارية للتخلص من القمامة. كما تم تصنيع وسائل نقل خاصة لنقل الحفاضات من المكب إلي الفرن.
وعلى الرغم من فكرة هذا المشروع الرائدة إلا أن القائمين على المصنع فوجئوا بصعوبات قانونية في عمليات الترخيص لأن القانون الألماني لا يتضمن بندا لاستخدام الحفاضات كوقود، حيث تم التغلب عليها باعتبار الحفاضات أنها تحتوي على عناصر عضوية يجيز القانون توظيفها كمصدر للطاقة