بسم الله الرحمان الرحيم .
نكتة : أخرجه البخاري .
ذات يوم وفي جلسة من جلسات العلم كان المدرس المبتدأ المتخرج من كليات الشريعة الإسلامية جالس على كرسيه في المسجد وهو يخاطب أبناء قريته البسطاء فهذا فلاح وذاك خباز والآخر راع للغنم وغيرهم من البسطاء ، فبدأ الأخ الفاضل في شرح حديث للنبي صلى الله عليه وسلم: "لتتبعن سنن من كان قبلكم، شبراً بشبر وذراعاً بذراع، حتى لو دخلوا جحر ضب تبعتموهم). قلنا: يا رسول الله، اليهود والنصارى؟ قال: فمن" صحيح البخاري الجامع الصحيح 7320 ، حتى أتى على قوله صلى الله عليه وسلم ( حتى لو دخلوا جحر ضب تبعتموهم) ، ثم بين لهم معنى جحر ضب : فقال ضيق لا يستطيع العبد أن يدخل فيه حتى ولو يده لضيقه وكان يشير بأطراف أصابعه لضيقه حتى لصقت بأذهان الكثير من الحاضرين هذه الصورة ، ثم بعدها مباشرة قال : أخرجه البخاري وهو يريد تخريج الحديث ، فقام أحد الحاضرين وقال : يا شيخ عجبا من جهة تقول ضيق لا يستطيع أي كان أن يدخل حتى يده فيه ومن جهة تقول أخرجه البخاري فكيف استطاع البخاري أن يخرجه من داخل هذا الجحر ؟
فضحك الباقون وهم يلوحون برؤوسهم للشيخ الفاضل ولسان حالهم ( هترف يا شيخ ) .( هترف كلمة عندنا بمعنى خرّف ) .
العبرة : أيها الشيخ الفاضل :خاطب الناس قدر عقولهم وأنزل الناس منازلهم ، لا تتكلف أخي في كلامك ولتكن نيتك تبليغ الرسالة بأي أسلوب تفهمه العامة .
وقد يخرجك العجب عن تأدية هذه الرسالة النبيلة كما أرادها الله أن تؤدى .
نسأل الله تعالى السداد والرشاد .
والسلام عليكم ورحمة الله .